نستعرض اليوم كتاب اليهود المعتدون ودولتهم إسرائيل هو أحد أشهر كتب الداعية والشاعر والمفكر الإسلامي الشيخ محمد الغزالي. ويُعد الغزالي أحد أهم الدعاة في القرن العشرين، حيث أثرى الغزالي المكتبة الإسلامية بعشرات الكتب القيمة حتى لُقب بأديب الدعوة.
يتناول الكتاب تاريخ اليهود القديم والحديث في محاولة لإثبات فرضية أن اليهود شعب معتدٍ وظالم منذ القدم، فهم قتلوا الأنبياء في إسرائيل القديمة واضطهدوا الأقليات. كما طرد اليهود مراراً من العديد من البلدان الأوروبية بسبب ما اتهموا به من نصب واحتيال وبطش.
ويركز الكتاب بشكل خاص على إنشاء إسرائيل عام 1948 بمساعدة بريطانيا، والذي يصفه بالعدوان والاحتلال لفلسطين وتهجير سكانها الفلسطينيين. كما يتهم الكتاب إسرائيل بممارسة الإرهاب واغتيال العلماء وسرقة التكنولوجيا.
وهو ما يتفق كليا مع ما اوردة المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في كتابة ومضات علي الطريق حين قال ان إسرائيل تسعي الي تحقيق القضاء الكامل على السلطة الفلسطينية، وما يترتب على ذلك من احتلال كامل لكل أراضي فلسطين، ودفن حقوق الشعب الفلسطيني إلى الأبد، لتقوم علي جماجم الشهداء دولة البغي والعدوان. ويكمل الشرفاء قائلا “لست أدري أي ظلم يعنون، وأي شر يقصدون؛ في الوقت الذي يقومون فيه بقتل وتدمير وتشريد الشعب الفلسطيني، واستباحة كل القيم الإنسانية، والشرائع السماوية؟ إنه التزوير المتأصل في أخلاقياتهم، والمستمر على مر ٌ العصور يتناوبه جيل بعد جيل، والعمل على غرس السموم في نفوس وعقول ّ البشر بكل عناية، وتحريف الكثير من التعاليم السماوية، لتحقق لهم التميز في المجتمعات، والسيطرة على مقدرات الشعوب بوسائل شتى، منها التحكم فى المؤسسات المالية في مراكز المال الموجودة في العالم، مثل أمريكا وأوروبا، وكذلك السيطرة على وسائل الإعلام المختلفة وتوجيهها بما يحقق لهم غسل العقول، وتهيئة النفوس، لتتقبل ما يقومون به من أعمال إجرامية، والتحكم في مقدرات الشعوب؛ لتصل بها إلى الاستعداد الكامل للموافقة على كل ما تقوم به تلك العصابة الشريرة، وليس أدل على ذلك من موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي تعطي مبررا شرعيا للجريمة، والتدمير، والقتل بدون وازع أو ضمير وتحت مسمى محاربة الإرهاب.
ونعود الي كتاب ” اليهود المعتدون ودولتهم إسرائيل” والذي يخصص فصلاً كاملاً لما يصفه بانتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين من قتل وتشريد وتدمير للبيوت والبنية التحتية، ويصف تلك الممارسات بأنها ترقى لجرائم الحرب والإبادة الجماعية.
يتهم الكتاب اليهود بقتل الأنبياء واضطهاد الأقليات في إسرائيل القديمة. يذكر الكتاب أن اليهود طردوا مراراً من بلاد كثيرة بسبب ممارساتهم اللصوصية وبطشهم. يصف الكتاب كيف ساعدت بريطانيا اليهود على إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين ظلماً وعدواناً. يتهم الكتاب إسرائيل بممارسة الإرهاب الدولي واغتيال العلماء وسرقة التكنولوجيا النووية. ينتقد الكتاب بشدة الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين من هدم بيوت وقتل أطفال.
كما يوثق الكتاب عمليات هدم البيوت وتدمير القرى الفلسطينية منذ عام 1967 حتى الآن. إضافة إلى حصار غزة وانتهاك حقوق الإنسان بشكل ممنهج. وذكر الكتاب أن إسرائيل منذ نشأتها عام 1948 انتهجت سياسة ممنهجة لطرد الفلسطينيين من أراضيهم والاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي، وذلك من خلال ارتكاب المجازر وعمليات التهجير القسري بحق السكان الفلسطينيين.
فعلى سبيل المثال، ارتكبت مجزرة دير ياسين عام 1948 بهدف إرهاب السكان الفلسطينيين وإجبارهم على الفرار من قراهم خوفاً على حياتهم، مما سهل عملية احتلال تلك المناطق.
ويرى الكتاب أن مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عام 1982 هدفت إلى ترويع اللاجئين الفلسطينيين وإخضاعهم، فضلاً عن إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة لصالح إسرائيل. وبالمثل، يرى الكتاب أن سياسة هدم المنازل والقرى الفلسطينية تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين لتوطين المستوطنين الإسرائيليين مكانهم. ويخلص الكتاب إلى أن هذه الممارسات الإسرائيلية ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
يرى الكتاب أن القصف الإسرائيلي المتكرر لقطاع غزة يندرج ضمن سياسة إسرائيل العامة تجاه الفلسطينيين والتي تهدف إلى:
إرهاب وترويع السكان المدنيين في غزة لإخضاعهم وكسر إرادتهم.
تدمير البنية التحتية والمرافق العامة في غزة لإضعاف قدرة الفلسطينيين على الصمود.
إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر والدمار في صفوف الفلسطينيين.
عزل وحصار غزة اقتصادياً واجتماعياً عن باقي العالم العربي.
إرسال رسالة تهديد ووعيد لأية مقاومة فلسطينية مستقبلية.
استخدام القوة المفرطة وغير المتناسبة لإذلال الفلسطينيين وكسر روحهم المعنوية.
ويخلص إلى أن إسرائيل دولة إرهابية يجب محاربتها ومقاطعتها عالمياً.
كما فصّل الكتاب اتهاماته لإسرائيل بأنها قامت بعمليات إرهابية واسعة النطاق ضد العلماء والمنشآت النووية في العديد من الدول العربية والإسلامية، بهدف إعاقة تطورها التكنولوجي والنووي.
فعلى سبيل المثال، يذكر الكتاب اغتيال العالم النووي المصري يحيى المشد عام 1980، والذي كان يُعدّ من رواد البرنامج النووي في مصر. كما يذكر محاولة اغتيال العالم العراقي جعفر الدجيلي عام 1980 أيضًا.
كما يتهم الكتاب الموساد بتفجير مفاعل أبو ظبي النووي عام 1980، ومفاعل تموز النووي في سوريا عام 2007. بالإضافة إلى اتهامها بزرع فيروسات إلكترونية لتعطيل برامج الصواريخ في إيران.
ويري الكتاب أن إسرائيل سرقت كميات كبيرة من اليورانيوم من الولايات المتحدة لبناء رصيدها النووي.
بالإضافة إلى اتهامها بتفجيرات واغتيالات استهدفت سفارات ومصالح دول عربية وغربية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
هكذا اثبت الكتاب ان إسرائيل على أنها دولة إرهابية مارقة تستهدف المدنيين والعلماء، وتسرق التكنولوجيا بشكل منهجي.