إن الأمانة التي يحملها أي رسول تكمن في توصيل الرسالة إلى من أُُرسلت إليهم، ولا يملك الرسول تغيير محتوى الرسالة؛ لأن ذلك يُعدّ خيانة للأمانة حسب القانون والعرف. وقد بيّن الله سبحانه لرسوله صلاحياته وحدد له مهمته بوضوح في خطاب التكليف الإلهي له، كما في قوله تعالى: “وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ” (الرعد: 40).
إذاً، مهمة الرسول الأمين التي كُلّف بها هي فقط أن يبلغ الناس آيات القرآن ويشرح لهم مقاصدها لمنفعتهم في الحياة الدنيا، وسيجزيه الله في الآخرة خير الجزاء. فما بالك إذا كان الرسول مكلفًا من الله بحمل الخطاب الإلهي للناس، وينطق بلسانه ليبلغهم آياته، ويبين لهم حكمة مقاصد كتابه – القرآن الكريم – لما يصلح حالهم في الدنيا ، فالرسول الأمين على رسالة الإسلام لا يجوز له أن يبدل في مهمته أو يعدل في رسالة الله للناس؛ فهو مأمور بمهمة محددة هي تبليغ الناس بآيات القرآن، ويختص الله سبحانه بحساب عباده على عدم اتباع ما بلّغهم الرسول من آيات القرآن الكريم.