الملخص
يتبنى الكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي مهمة جليلة وشاقة، وهي إعادة النظر في الخطاب الديني الإسلامي بما يتوافق مع روح الإسلام الأصيلة وجوهره السمح. ينطلق الشرفاء من قناعة بأن الخطاب الديني الحالي قد تعرض لتشويه ممنهج على يد المتآمرين الذين استخدموا روايات كاذبة منسوبة زورًا إلى الرسول ﷺ لتحقيق أهدافهم الدنيئة في خلق الفتن وإثارة الصراعات بين المسلمين.
يسلط المفكر العربي علي الشرفاء الحماي الضوء على دور المخابرات والأجهزة السرية في استغلال هذه الروايات المفبركة لزرع العداء وتمزيق وحدة المسلمين، ما أسفر عن حالات عداء وصراعات دموية في العديد من البلدان الإسلامية. يقدم الشرفاء نقدًا لاذعًا للطريقة التي تم بها التعامل مع الدين وتوظيفه في خدمة السياسة والأطماع الدنيوية، ما أدى إلى ابتعاد الناس عن جوهر الدين الحقيقي وتشويه صورته.
في رحلته نحو تصحيح هذا المسار، يدعو مفكر العرب علي محمد الشرفاء الحمادي إلى الرجوع إلى القرآن الكريم كمصدر أساسي ووحيد للتشريع، معربًا عن رفضه لكل الاجتهادات والتفسيرات التي تحرف معنى النصوص القرآنية وتسيء إلى رسالة الإسلام. يؤكد على ضرورة استبعاد كتب التراث التي تحض على العنف والتفرقة وإعادة النظر في فهم الدين بما يتوافق مع مبادئ العدل والسلام والتقدم الحضاري.
نحو تصحيح مسار الخطاب الديني: التحديات ومواجهة التشويه“
ليس هناك طريق مستقيم لتصحيح الخطاب الديني الذي تعرض للتشويه من قبل المتآمرين على العرب ورسالة الإسلام، عبر استخدام الروايات الكاذبة المنسوبة زورًا إلى رسول الله وتوظيفها في تحقيق أهدافهم الرامية إلى إثارة الفتن وخلق الصراع والاقتتال بين العرب لاستنزاف قواهم وقدراتهم بهدف السيطرة على أوطانهم ونهب ثرواتهم.
“التلاعب بالروايات الدينية ودور المخابرات: صراع وتأثير على الوحدة الإسلامية“
لقد استغلت أجهزة المخابرات في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين هذه الروايات لخلق حالة من العداء بين العرب وبقية المسلمين من مختلف المذاهب لخدمة أهدافهم، وابتزازهم جميعًا في صراع قد يُدمر الجميع.
فما يحدث في سوريا، والعراق، واليمن، والصومال، وليبيا من عمليات تدمير ممنهجة وتوظيف المتطرفين والإرهابيين الذين احتضنتهم أجهزة المخابرات، واستغلال الروايات المنسوبة كذبًا للرسول في خلق فئات تقاتل المسلمين باسم الإسلام، وتفجير الأبرياء في كل مكان باسم الجهاد، مما خلق حالة من الكراهية ضد دين الإسلام ورسالته السامية التي أنزلها الله على رسوله، داعية إلى الرحمة والعدل وتحريم قتل النفس البريئة وتحقيق السلام في المجتمعات الإنسانية.
لقد أدى ذلك إلى تهجير ملايين العرب من أوطانهم نحو أوروبا، حيث واجهوا مصائر مأساوية مثل الغرق والجوع والتشرد في بحثهم عن الماء والغذاء.
“استعادة الإسلام الأصيل: القرآن دليلنا نحو السلام والتقدم الحضاري“
للخروج من هذا المأزق، يتعين العودة إلى رسالة الإسلام الأصيلة المتمثلة في القرآن الكريم، والابتعاد عن كل ما سواه من اجتهادات وتفسيرات مغرضة وروايات مضللة ضد الإسلام وما يحمله من أخلاق وقيم نبيلة ترفع من شأن الإنسان وتقود الحضارة الإنسانية نحو التقدم والازدهار، وتحقق الأمن والاستقرار في كل المجتمعات المحبة للسلام.
“الحرية الدينية في الإسلام: تأملات في آيات الحكمة والاختيار“
فقوله سبحانه وتعالى: ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ) ( النحل:١٢٥) وقوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ( البقرة: ٢٥٦).
تلك الآيات المذكورة أعلاه تدل بكل وضوح على أن الله سبحانه وتعالى أعطى الحرية المطلقة للناس في اختيار العقيدة التي يشاؤون ، فلا وصاية عليهم من رسول أو نبي أو حاكم أو مرجع ديني فالله وحده كفيل بعباده وحسابهم معه يوم القيامة وكلف رسوله عليه الصلاة والسلام بإبلاغ رسالة الاسلام للناس جميعا.
“إعادة صياغة الفهم الديني: خطوات نحو تجديد رسالة الإسلام السمحة“
ومن إجل تطهير رسالة الإسلام مما أصابها من تشويه وتلويث يجي علينا
الاستغناء بالكامل عن كافة كتب التراث المسمومة التي تدعو للقتل والفتنة والإقصاء ، وخلق الفتن بين الناس والتعالي على البشر ، ويعتبرون أنفسهم وحدهم الموكلين عن الله في تفسير آياته وشرح أحكامه بما يتفق مع مصالحهم ، وهم في خدمة السلطان في كل وقت وكل مكان.
تشكيل لجنة من كبار المفكرين والعلماء في مختلف قطاعات الحياة لاستنباط القوانين من القرآن الكريم والأحكام المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية وضوابط التعامل بين الناس وتصويب المفاهيم المغلوطة التي خلقت التباسا في العبادات والمعاملات وقوله تعالى: وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم: ربهم يُحْشَرُونَ ﴾ ( الأنعام: 38).