استاذ حديث عراقي يتفق مع رؤية المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي في مقاله “التلاعب بالدين وآثاره على الأمة الإسلامية”: الحديث الصحيح هو ما توافق مع ما جاء في القرآن الذي يدعوا الى السلام والمحبة
اتفق أستاذ الحديث وعلومه في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الفلوجة د. ياسر عبد الرحمن مع مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “التلاعب بالدين وآثاره على الأمة الإسلامية” حين قال تعد إشكالية الأحاديث المنسوبة للنبي في نشر العنف هي موضوع مثير للجدل يثير الاهتمام في العالم الإسلامي وخارجه حيث يعتبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدوة للمسلمين ومصدرًا رئيسيًا للتوجيه الديني. ومع ذلك، هناك بعض الأحاديث المنسوبة للنبي التي يمكن تفسيرها بطرق تشجع على العنف أو تبريره
كما أكد استاذ الحديث بجامعة الفلوجة ان الحديث الصحيح هو ما توافق مع ما جاء في القرآن ويحض على السلام والمحبة وفي بداية الحوار اكد أستاذ علوم الحديث ان هناك بعض الأحاديث النبوية التي يمكن فهمها على أنها تحض على العنف إذا تم تفسيرها بطريقة غير صحيحة أو إذا تم استخدامها بشكل ملتوي. ومع ذلك، يجب مراعاة السياق والتفسير الصحيح عند فهم الأحاديث النبوية، وعدم استخدامها بطريقة تشجع على العنف أو التطرف.
مضيفا ان هناك العديد من الأحاديث التي تشجع على السلم والرحمة والتسامح، وهي تعكس تعاليم الإسلام التي تشجع على حل النزاعات بطرق سلمية ودبلوماسية. على سبيل المثال، النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء”، وهذا يؤكد على أهمية الرحمة والتسامح في الإسلام.
كما قال “لذلك، يجب أن نتخذ موقفًا حذرًا عند فهم الأحاديث النبوية والنصوص الإسلامية بشكل عام، وعدم تفسيرها بشكل مفرط أو تشدد، وبالنقل الصحيح للسياق والتفسير من قبل العلماء المؤهلين. الإسلام يشجع على العدالة والسلام، ويحث على تحقيق العدالة والسلم في المجتمع بدلاً من العنف والتطرف.
واضاف ايضا ان هناك عدد كبير من الاحاديث التي تساعد علي نشر السلام ومنها “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم. فهذه الحديث تشجع على السلم وحقوق الإنسان، وتؤكد على أهمية حماية حقوق الآخرين والامتناع عن العنف والظلم.
وحديث اخر هو ” إياكم والجوع، فإن الجوع أبتر أهل الأرض.” وهذا الحديث يشير إلى أهمية مساعدة الفقراء ومحاربة الجوع والحاجة في المجتمع، وبذل المساعدة بدلاً من العنف والاضطهاد. وأيضا حديث “لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ. فهذا الحديث يشدد على مفهوم التعاطف والمحبة بين الناس، ويدعو إلى محبة الخير والسلام للآخرين كما نحبها لأنفسنا. وحديث “من لا يرحم لا يُرحم.” وهذا الحديث يؤكد على أهمية الرحمة والتسامح في تعامل الناس مع بعضهم البعض، ويعتبرالرحمة جزءًا أساسيًا من الإيمان.
واشار د ياسر الي ان هذه الأمثلة توضح كيف يشجع الإسلام على السلم والرحمة والعدالة والتعايش الإنساني. الأحاديث النبوية تعبر عن تعاليم إسلامية تحث على السلوك الإنساني الحسن والتعايش السلمي مع الآخرين.
مؤكدا انه من المهم علينا ان نفهم الأحاديث النبوية بشكل صحيح وأننا لا ننتزعها من سياقها. إذا تم فهم أي حديث بطريقة خاطئة أو تفسيره بشكل ملتوي، فقد يمكن أن يبدو كأنه يحث على العنف. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن الإسلام يشجع على السلم والرحمة، وأن أي حديث يظهر كأنه يحث على العنف يجب أن يفسر بعناية وتحليل أكثر دقة.
كما اشار الي ان هناك بعض الأحاديث التي يمكن أن تفهم بشكل خاطئ إذا لم تتم مراعاة السياق والتفسير الشرعي الصحيح. ومن أهم الأمور التي تحدث عنها هذه الأحاديث هي معارك الدفاع عن الإسلام والمسلمين في حالات الضغط والاضطهاد. وفي هذا السياق، يُظهر بعض الأحاديث الأمور المتعلقة بالدفاع عن الإيمان والمسلمين. ولكن هذا لا يعني أنها تحث على العنف بشكل عام، بل تعبر عن ضرورة الدفاع عن الحقوق والعدالة في حالات معينة.
واضاف ان هناك مجموعة من المعايير والأساليب التي يمكن استخدامها للمساعدة في هذا الشأن. من بين هذه المعايير واولها هو تضامن الحديث مع القرآن فيجب أن يتوافق محتوى الحديث مع مبادئ وتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة. إذا كان الحديث يتعارض مع ما ورد في القرآن أو السنة الصحيحة، يمكن أن يكون ذلك إشارة إلى عدم صحته.
وأيضا رواية الحديث فبجب أن تكون سلسلة الروات (السند) موثوقة وموثوقة. عندما يكون هناك قطع نقص أو انقطاع في سلسلة الرواة، يمكن أن يشكل ذلك عاملًا يشير إلى عدم صحة الحديث وأيضا جودة الرواة فيجب أن يكون الرواة المعنيين بنقل الحديث معروفين بالعدالة والدقة في النقل والتزامهم بمعايير الحديث. إذا كان أحد الرواة غير معروف بالدقة والأمانة، يمكن أن يكون ذلك عاملًا يشير إلى عدم صحة الحديث.
كما اوضح انه يجب أن يتم تقييم الأحاديث باستخدام مجموعة من هذه المعايير والأساليب بشكل متزن ومتوازن. ينبغي أن يكون ذلك بعناية وبمشورة علماء الحديث والفقهاء المؤهلين، حيث يمكن أن يكون لديهم فهم عميق لموثوقية الأحاديث وتاريخها.
وطالب من المسلمين ان يعلموا ان هناك بعض الجماعات والأفراد يمكن أن يستغلوا الأحاديث الضعيفة أو الأحاديث المشوهة لتبرير أفعال العنف أو التطرف وهناك عدة أسباب لهذا السلوك منها قيام بعض الأفراد بتحريف معاني الأحاديث أو فهمها بشكل ملتوي لتبرير أجنداتهم الخاصة. يمكن أن يتم تجاهل السياق والتفسير الشرعي الصحيح للأحاديث بهدف دعم مواقفهم الخاصة.
مضيفا انه أيضا هناك بعض الجماعات المتطرفة تستخدم الأحاديث المشوهة لاستفزاز الأفراد وتحفيزهم على ارتكاب أعمال عنيفة. يمكن أن تستخدم هذه الأحاديث لجذب المتشددين والمندفعين نحو العنف، هذا بخلاف ان بعض الجماعات السياسية تستغل الأحاديث لتحقيق أهدافها السياسية. يمكن أن يتم تشويه معاني الأحاديث لخدمة أغراض سياسية معينة.
كما اوضح ان قد يكون لبعض الأفراد قلة في فهم الإسلام وعلم الحديث، مما يجعلهم سهلة الفريسة لاستغلالهم من قبل الجماعات المتطرفة. قد يكون لديهم معرفة محدودة بالدين ولا يمكنهم تمييز الأحاديث الصحيحة عن الضعيفة.
مشيرا الي انه من المهم أن يكون هناك جهد كبير لتوعية الناس بضرورة التمييز بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة، وضرورة فهم السياق والتفسير الصحيح للأحاديث. كما يجب تعزيز التعليم الديني والوعي بين المسلمين حتى يكونوا قادرين على مقاومة تأثيرات الجماعات المتطرفة والتصدي للتفسير الملتوي للأحاديث.
وفي ذات السياق قال استاذ علم الحديث انه يجب التعامل مع الأحاديث المشكوك في صحتها التي تحض على العنف من خلال التحقق من صحة الأحاديث المشكوك فيها من خلال استشارة علماء الدين المؤهلين والخبراء في مجال علم الحديث. يمكن للعلماء تقديم تقييم دقيق للأحاديث وتوجيهك بشكل صحيح.
ويمكن للأفراد أيضًا البحث بشكل شخصي عن صحة الأحاديث باستخدام مصادر موثوقة حول الحديث النبوي. يمكنك الاعتماد على كتب ومصادر موثوقة في مجال علم الحديث.
كما اوضح انه أيضا يجب علي الباحث دائمًا مراعاة السياق المحيط بالحديث. في بعض الأحيان، يمكن أن يكون السياق هو المفتاح لفهم الحديث بشكل صحيح. قد يتضمن السياق تفسيرًا أو شرحًا يساعد على فهم الحديث بشكل أدق.
ويجب على المسلمين الترويج للرسالة الإسلامية الحقيقية التي تشجع على السلم والرحمة والتسامح. يمكن أن يساهم التعليم والتوعية بقيم الإسلام الحقيقية في منع تفسيرات ملتوية للأحاديث.
واختتم بقوله كما يجب عدم استخدام الأحاديث المشكوك في صحتها لأغراض سياسية أو تحريضية. يجب أن تكون الحوارات والأنشطة الدينية والاجتماعية موجهة نحو تعزيز السلم والتسامح من خلال تعزيز التعليم والوعي بين المسلمين بشأن الأحاديث وكيفية التعامل معها. يمكن أن يساعد التعليم على تجنب الفهم الخاطئ للأحاديث وتحذير من التفسيرات الملتوية.