ناقش كتاب ” أسس الزواج الناجح” ارتفاع حالات الطلاق فى البلاد العربية في الآونة الأخيرة، حيث تشير الإحصاءات إلى نسب مروّعة لحالات الطلاق، قد تصل إلى ثلث حالات الزواج في بعض الأحيان، وتصدَّرَت كل من مصر والكويت قائمة البلدان العربية التي شهدت حالات طلاق كثيرة، وتلتها الأردن وقطر ولبنان والإمارات والسودان والعراق والسعودية، وذلك وَفق تقرير منشور لعام 2022.
وبحسب الكتاب فقد زرع الله سبحانه وتعالى المودة في قلوب البشر، وجعل منها أهم أساس من أسس الزواج الناجح في الإسلام، فهو الذي قال في كتابه العزيز ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم، 21]، وتأتي أهمية المودة من كونها الدافع الذي يعين أي شريكين على تخطِّي مصاعب الحياة، وتجاوز أزماتها، فحبل الوداد الذي لا ينقطع هو السبب في صون مؤسسة الزواج من جميع الرياح التي تعصف بها، كما أنَّ سواد المودة بين الزوجين يجعل جو الأسرة آمنا دافئاً.
وهو ما يتفق مع ما اورده المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في كتاب “الطلاق يهدد أمن المجتمع” والذى أشار فيه الي أن الطلاق من أهم أسباب الوضعيات غير السوية في المجتمع، حيث هو سبب مباشر في انفصام عرى المجتمع، وتشتت أوصاله، كما هو سبب في انتشار الجهل والجريمة.
حيث ينطلق كتاب الطلاق يهدد امن المجتمع من القاعدة التي نصت عليها الآية الأولى من سورة النساء، حيث تقرر الآية مبدأ مساواة الناس رجالا ونساء في الحقوق، ومحورية المرأة في كينونة الأسرة والمجتمع، وهي المحورية التي جسدها حمل سورة كاملة من الطوال لاسم النساء، وهي السورة التي حوت الكثير من التشريعات الإلهية في ميدان الأحوال الشخصية.
يعتبر الطلاق من أهم أسباب الوضعيات غير السوية في المجتمع، حيث هو سبب مباشر في انفصام عرى المجتمع، وتشتت أوصاله، كما هو سبب في انتشار الجهل والجريمة.
ويقول كتاب أسس الزواج الناجح في الانتخابات انه بصرف النظر عن الظروف الاجتماعية الخانقة التي تعدُّ مُسبِّباً رئيساً من مُسبِّبات الطلاق، فإنَّ افتقار المُقدِمين على الزواج إلى المفاهيم الأساسية في الشراكة والعشرة، وجهلهم بأصول التعامل مع المؤسسة الزوجية، هو السبب الجوهري في زعزعة كيان الأسرة، وانهياره فيما بعد، وانطلاقاً من ضرورة الحفاظ على تماسك النواة الأساسية للمجتمع، وأهمية نشر الوعي بأصول التصرف تحت سقف المؤسسة الزوجية، نستند إلى تعاليم الدين الإسلامي، ونتخذ منها مرجعاً لاستخلاص أسس الزواج الناجح في الإسلام،
يشير الكتاب الي ان الدين الإسلامي يؤمن بأهمية الزواج في حياة الإنسان، ويحثُّ عليه بوصفه وسيلة لتحصين الفرج، وبناء المجتمع، فالزواج من وجهة نظره هو الطريقة الوحيدة لتلبية الرغبة الجسدية، وإنجاب الأطفال الذين سيكونون فيما بعد بناة المجتمع وأعضاءه الفاعلين، ولأنَّ الدين الإسلامي مُدرِكٌ لعظمة الدور الذي تقوم به الأسرة _ والتي يعدُّها اللبنة الأساسية في المجتمع الذي يصلح بصلاحها ويفسد بفسادها _ فقد جعل للزواج أُسساً يُبنى عليها، تضمن هذه الأسس استقراره وأمانه، لينعكس هذا التماسك على المجتمع بأكمله، ويؤكد الكتاب ان من أهم أسس الزواج الناجح في الإسلام المودة وهي التي زرع الله سبحانه وتعالى في قلوب البشر، وجعل منها أهم أساس من أسس الزواج الناجح في الإسلام، فهو الذي قال في كتابه العزيز ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم، 21]، وتأتي أهمية المودة من كونها الدافع الذي يعين أي شريكين على تخطِّي مصاعب الحياة، وتجاوز أزماتها، فحبل الوداد الذي لا ينقطع هو السبب في صون مؤسسة الزواج من جميع الرياح التي تعصف بها، كما أنَّ سواد المودة بين الزوجين يجعل جو الأسرة آمنا دافئاً.
هذا يتيح للأبناء فرصة النمو في جوٍّ يسوده الحب، فينشؤون مُشبعي الاحتياجات العاطفية والنفسية، أمَّا غياب المودة بين الزوجين، فهو يجعل الشريك كأي إنسان آخر لا تربط الآخر به أيَّة عواطف، وهذا ما يصعِّب على الشريك تقبُّل زلات شريكه وغفر أخطائه.
كما أشار الكتاب الي ان الرحمة أيضاً من أُسس الزواج الناجح في الإسلام، وقد ذكرها الله تعالى بعد المودة، والرحمة تعني الشفقة والتعاطف، فلا يُكلِّف الزوج زوجته بما ليس لها طاقة به، ولا تطلب الزوجة من زوجها ما يفوق مقدرته ولا يستطيع احتماله، فالرحمة تقتضي الوقوف إلى جانب الآخر في أزماته، وعدم زيادة العبء عليه، ومساعدته والتعاطف معه بكل الأشكال الممكنة، فإذا ما مرَّ الزوج بأزمة مادية مثلاً كان من واجب الزوجة أن تقف إلى جانبه في محنته، وتساعده بالطبطبة، والدعوة إلى الصبر، وبث الأمل، أو بالعمل لمساندته في مصاريف الأسرة إذا استطاعت ذلك، وإذا ما أُصيبت الزوجة بمرض مثلاً، فإنَّ الرحمة تملي على الزوج تقدير وضعها، ومساعدتها بجميع الأشكال الممكنة، فغياب الرحمة بين الزوجين هو الذي يدفع الزوجات للتخلي عن أزواجهن في ضوائقهم المادية، وهو الذي يدفع الأزواج نحو استبدال زوجاتهنَّ إذا ما خانتهن صحتهنَّ الجسدية.
وقد اختتم كتاب أُسس الزواج الناجح في الإسلام ياعتبار ان المودة والرحمة والاحترام والخصوصية هي مجموعة من المعايير والقواعد التي يساهم التقيد بها في الحصول على حياة زوجية مستقرة وآمنة، ومفعمة بالدفء ومشاعر السكينة والمودة، وهذا ما ينعكس بدوره على تربية الأبناء، ويساهم في تنشئة أشخاص أسوياء متوازنين، يكونون حجر أساس في بناء مجتمع متحاب متفاهم.