عرض السوري عبد الرحيم عز الدين استاذ الهندسة بجامعة حلب رؤيته العميقة حول مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “دعوة لمجتمع العدل والرحمة” مؤكدا ضرورة العودة إلى الجذور الأصيلة للإسلام كما جاءت في القرآن الكريم.
عبد الرحيم يؤكد دعمه لأفكار الشرفاء حول أهمية التركيز على القرآن كمصدر أول وأخير للدين، مع الإشارة إلى المخاطر التي تنجم عن تقديس الأحاديث والتفسيرات البشرية التي قد تتعارض مع النص القرآني.
يبدأ عبد الرحيم بتوضيح أهمية القرآن كدستور أساسي للمسلمين، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قد تعهد بحفظ القرآن، مما يجعله المصدر الوحيد الذي يمكن الوثوق به بشكل كامل. يذكر عبد الرحيم أن الكثير من المسلمين قد تركوا مضمون الرسالة في القرآن واهتموا بما قاله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كإنسان، خارج إطار الوحي القرآني. وهذا النهج، حسب رأيه، قد أدى إلى انحراف فهم الدين عن مساره الصحيح.
يتفق عبد الرحيم مع الشرفاء في أن القرآن هو الدستور الذي يجب أن يُستند إليه في كل ما يتعلق بالدين، وأن الأحاديث النبوية، رغم أنها تحمل في طياتها حكمًا ووصايا عظيمة، إلا أنها لا يمكن أن تُعامل على نفس مستوى القرآن من حيث القداسة والاعتماد. يُشير عبد الرحيم إلى أن الأحاديث قد جُمعت بعد وفاة الرسول بفترة طويلة، وفي ظروف تاريخية وسياسية معقدة، مما يجعلها عرضة للتأويل والتحريف.
ينتقل عبد الرحيم في رده إلى مناقشة قضية جمع الأحاديث النبوية وكيفية تأثيرها على التشريع الإسلامي، يوضح أن الأحاديث التي تعتبر مكملة للقرآن، قد تم جمعها على مرحلتين، وقد تم ذلك في فترة زمنية متأخرة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ينتقد عبد الرحيم الطريقة التي تم بها التعامل مع الأحاديث، مشيرًا إلى أن الخلفاء الراشدين قد نهوا عن تدوينها في البداية، ولم يتم تدوينها إلا بعد قرنين من الزمان على يد البخاري ومسلم. ويتعجب عبد الرحيم من هذا التأخير في جمع الأحاديث، متسائلًا عن سبب عدم تدوينها في حياة النبي أو مباشرة بعد وفاته.
عبد الرحيم يعبر عن قلقه من أن بعض الأحاديث التي تم جمعها قد لا تعكس بشكل دقيق تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم، خاصة وأن هذه الأحاديث تم جمعها بعد زمن طويل من وفاته، مما يعزز إمكانية وقوع الأخطاء أو التحريفات. ويؤكد على أهمية التعامل بحذر مع هذه الأحاديث، وعدم تقديسها أو وضعها في مرتبة مساوية للقرآن.
يتفق عبد الرحيم مع الشرفاء في أن الإسلام يجب أن يكون دينًا يخاطب العقل قبل العاطفة، ويحث على التفكير والتأمل في آيات الله. يرى أن الدين الذي يخاطب المشاعر والعواطف فقط دون أن يقدم دعمًا عقليًا ومنطقيًا للإنسان ليس دين الله الذي أراده للبشرية. يوضح أن القرآن هو كتاب العلم والمعرفة، وأن الله أمر المسلمين بالتفكر والتدبر في خلق السماوات والأرض، وهذا يعني أن الإسلام يشجع على استخدام العقل بشكل فعال في فهم الدين.
ينتقد عبد الرحيم بشدة الأحاديث والتفسيرات التي تعتمد على الخرافات أو القصص التاريخية التي لا تستند إلى أي دليل عقلي أو علمي. ويؤكد أن الإسلام الحقيقي يجب أن يكون منفتحًا على التطور والتجديد الفكري، ويجب أن يُساهم في تطوير العقل الإنساني. يشير إلى أن الإسلام كما جاء في القرآن يُعلم الإنسان ما لم يعلم ويحث على استخدام القلم كأداة للمعرفة والتعليم.
يُؤكد عبد الرحيم، متفقًا مع الشرفاء، أن الإسلام هو دين يكرم المرأة ويضع التعليم وإنتاج المعرفة في صدارة أولوياته. يشير إلى أن الدين الذي لا يحترم المرأة ولا يشجع على التعليم والمعرفة لا يمكن أن يكون دين الله. في القرآن، نجد العديد من الآيات التي تحث على العلم والمعرفة، وتؤكد على دور المرأة في المجتمع. يؤكد عبد الرحيم أن الإسلام الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو دين يسعى لتحقيق المساواة بين الجنسين ويدعو إلى تعليم المرأة والرجل على حد سواء.
عبد الرحيم يتفق أيضًا مع الشرفاء في رفض استغلال الدين لأغراض سياسية أو سلطوية. يشدد على أن الدين يجب أن يكون وسيلة لتحقيق العدالة والسلام في المجتمع، وليس أداة تُستخدم للحفاظ على السلطة أو قمع الناس. يُدين عبد الرحيم بشدة أولئك الذين يستغلون الدين لتبرير أفعالهم أو للبقاء في السلطة، مشيرًا إلى أن هذا يتعارض تمامًا مع تعاليم الإسلام.
يُشير إلى أن الدين الذي يُستخدم لتبرير الطائفية أو التكفير أو العنف لا يمكن أن يكون دين الله. ويُذكّر بأن الإسلام جاء رحمة للعالمين، وأنه يجب أن يُسهم في بناء مجتمع متعاون يسوده العدل والمساواة، وليس في إشعال الصراعات والفتن.
يُشير عبد الرحيم إلى أن الإسلام الحقيقي هو دين الرحمة والعدل، وهو الدين الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم لتحقيق السلام في الأرض. يؤكد على أن الإسلام الذي يتحدث عنه الشرفاء هو الإسلام الذي يجب أن يتبعه المسلمون اليوم، وهو دين يدعو إلى الرحمة والتسامح والعدل بين الناس. يشير إلى أن القرآن يذكر بوضوح أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أُرسل رحمة للعالمين، وهذا يعني أن الدين الذي يُمارس اليوم يجب أن يعكس هذه الرحمة في كل جوانب الحياة.
عبد الرحيم يدعو المسلمين إلى العودة إلى القرآن وتفسيره بشكل صحيح، متفقًا مع الشرفاء على أن فهم الدين يجب أن يكون مبنيًا على النصوص القرآنية الأساسية وليس على التفسيرات البشرية التي قد تكون متأثرة بالظروف التاريخية أو السياسية. يشدد على أن الإسلام الحقيقي يجب أن يسعى لتحقيق العدالة والرحمة في المجتمع، وأن الدين الذي لا يخدم الإنسان في حياته ولا يحقق له العدل والمساواة لا يمكن أن يكون دين الله.
وفي الختام يعبر المهندس السوري عبد الرحيم عز الدين عن دعمه العميق لأفكار المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، مؤكدًا على أهمية العودة إلى جوهر الإسلام كما جاء في القرآن. يتفق عبد الرحيم مع الشرفاء في أن الإسلام يجب أن يكون دينًا يُعزز من قيم العدل والرحمة والتسامح، ويحث على استخدام العقل والتفكير النقدي في فهم الدين. يدعو إلى ضرورة مراجعة النصوص والتفسيرات الدينية لتكون أكثر توافقًا مع المبادئ القرآنية الأصيلة وتلبي حاجات المسلمين اليوم، معتبرًا أن هذا هو السبيل لتحقيق مجتمع عادل ورحيم كما أراده الله.