في رده على مقال “أمانة الرسول في حمل ونقل الرسالة الإلهية” للكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، أثنى المدون السعودي حسن جفري على آراء المفكر العربي علي الشرفاء، مؤكداً أن الشرفاء قدم طرحًا متينًا ومتوازنًا يستند إلى القرآن الكريم كأساس لفهم رسالة الإسلام. واتفق جفري تمامًا مع الشرفاء في أن القرآن هو المرجعية الوحيدة التي يجب على المسلمين الاعتماد عليها، وأن الرسول عليه السلام كان مكلفًا فقط بتبليغ رسالة الله دون زيادة أو نقصان. وأشاد جفري بتأكيد الشرفاء على ضرورة العودة إلى النص القرآني بعيدًا عن التأويلات البشرية التي قد تساهم في تحريف الدين، مؤكدًا أن هذا النهج يعزز وحدة الأمة ويساعدها على التمسك بالحق وتجنب التفرقة.
كما عبر المدون السعودي حسن جفري، عن تساؤلاته حول كيفية التمييز بين الحق والباطل في ظل تفرق الأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول عليه السلام.
وأشار جفري إلى أن الأمة قد تفرقت إلى فرق وأحزاب، مستشهداً بقول الله تعالى: “كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ” [الروم: 32]. وتساءل عن الكتاب الذي يجب أن نحتكم إليه في مواجهة هذه التحديات.
أوضح جفري أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يجب على المسلمين اتباعه والاحتكام إليه في جميع أمورهم، مستشهداً بقول الله تعالى: “وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ” [الشورى: 10]. وبيّن أن هذه الآية تدل بوضوح على أن القرآن هو المصدر الأوحد الذي يلزم المسلمين باتباعه والحكم به، وأنه سيظل المرجع الذي يُسأل عنه المسلمون يوم القيامة.
وانتقل جفري إلى عرض بعض الأمثلة من الروايات التي يقدسها الكثير من الناس، وهي في رأيه تتعارض بشكل واضح مع القرآن الكريم. بدأ بموضوع تقصير الصلاة، مشيراً إلى أن السنة المزعومة تشترط المسافة للتقصير، بينما يوضح القرآن الكريم أن الشرط الوحيد هو الخوف من الفتنة، كما جاء في قوله تعالى: “وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا” [النساء: 101]. وتساءل جفري كيف يمكن لعاقل أن يؤمن بروايات تتناقض مع آيات الله الواضحة.
وتناول جفري أيضًا قضية حكم قتل الزاني رجمًا، مشيرًا إلى أن هذا الحكم يتعارض مع ما جاء في القرآن الكريم من جلد الزاني والزانية مائة جلدة، كما في قوله تعالى: “الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ” [النور: 2]. وأكد أن حكم الله في هذه المسألة واضح، ولا يمكن للرسول أن يشرع من عنده أو يغير من حكم الله، مستشهداً بقوله تعالى: “إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ” [يوسف: 40].
ثم تطرق جفري إلى الحديث الشهير عن “العشرة المبشرين بالجنة”، مؤكداً أن هذا الحديث يتناقض مع القرآن الذي يوضح أن الله قد غفر للرسول محمد عليه السلام ما تقدم من ذنبه وما تأخر، مما يجعله وحده من أصحاب الجنة دون الحاجة إلى تلك الروايات التي يراها كاذبة ومفترى على الرسول.
وفي الختام، أكد جفري على ضرورة العودة إلى القرآن الكريم بوصفه الكتاب الوحيد الذي يمثل الإسلام الحقيقي، ودعا الجميع إلى تدبر القرآن والابتعاد عن الروايات التي تتناقض مع كلام الله، معتبرا هذا المنهج هو السبيل الوحيد للوصول إلى الهدى الحق، حيث تكفل الله لمن اتبع هداه أن لا يضل ولا يشقى، كما جاء في قوله تعالى: “فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى” [طه: 123].