قال الباحث والمتدبر بندر الحميدي أن المفكر العربي علي محمد الشرفاء في مقاله “القرآن يتحدى المشككين ويصمد أمام المؤامرات”، شدد على أهمية العودة إلى القرآن الكريم باعتباره المرجع الوحيد للتشريع ، محذرًا من مخاطر التفسيرات والروايات التي استمدت من أشخاص توفوا منذ زمن بعيد.
وأشار الى أن العديد من الفِرَق الدينية يعتمدون على أجزاء مقتطعة من الآيات، حيث يقومون بعزلها عن سياقها الكامل وكذلك عن سياق الآيات التي تسبقها وتليها، وذلك لتبرير نشر روايات مشكوك في صحتها.
أضاف أن هذه الروايات تم نقلها عبر سلسلة طويلة من الأفراد الذين توفوا، مما أدى إلى أن الأموات يروون عن الأموات دون أي دليل قاطع على أن هؤلاء الأشخاص التقوا فعليًا أو أن رواياتهم دقيقة، ونتيجة لذلك، أصبحت الأمة الإسلامية تتبع دعوات تتبني كتب الموتى بدلاً من الاستجابة لدعوة الله الحي الذي لا يموت، والذي أنار حياتها بكتابه الكريم.
تحدث الباحث بندر الحميدي عن قضية هامة تشغل بال الكثيرين في الوقت الحاضر، ألا وهي ضرورة العودة إلى القرآن الكريم كمرجع وحيد للتشريع والهداية، محذرًا من خطورة الاعتماد على التفسيرات والروايات القديمة التي قد تضلل المسلمين. وناقش الحميدي كيف أن الكثير من الفرق الدينية تتذرع بجزء مقتطع من الآيات القرآنية، فتفصلها عن سياقها الكامل، مما يؤدي إلى تحريف معانيها وتسويق روايات ظنية الدلالة والثبوت.
يقول بندر الحميدي: “إن هذه الروايات، التي تم تناقلها عن طريق سلسلة طويلة من الأشخاص الذين ماتوا منذ زمن بعيد، تجعل الأموات يروون عن الأموات دون أي دليل قاطع على صحة هذه الروايات أو على أن هؤلاء الأشخاص قد التقوا فعليًا. ونتيجة لذلك، نجد أنفسنا أمة ميتة بين الأمم، لأننا استجبنا لدعوات كتب الموتى بدلًا من دعوة الله الحي الذي لا يموت، والذي أحيا نفوسنا بكتابه الكريم.”
وأضاف الحميدي: “لقد حرف هؤلاء الأموات كلام الله عن مواضيعه، وأبدلوا كلام الله بكلامهم، ولغوا في كتاب الله باتباع الهوى، ومن بين الأمثلة على ذلك هو تفسيرهم الخاطئ لآية ‘وما آتاكم الرسول’ في سورة الحشر، بعد بحث طويل، وجدت أن الفعل في هذه الآية، وفقًا للتركيب اللفظي المحكم في القرآن، يختلف عن الفعل ‘أتى’ المكتوب بالهمزة على كرسي الألف، وبين الفعل ‘ءاتى’ المكتوب بالألف الممدودة. هذا التمييز الدقيق في اللغة القرآنية يعكس فهمًا أعمق للنصوص المقدسة، وهو ما لم يدركه أولئك الذين يروجون للروايات المنسوبة للرسول”.
وأشار الحميدي إلى أن “عندما نتدبر كتاب الله، يجب أن نفعل ذلك حسب ما يريد الله منا، وليس حسب أهواء أصحاب الكتب والتفاسير وأحاديث الموتى، فالبشر ليسوا معصومين من الخطأ، ولذلك لا يمكننا الاعتماد على تفاسيرهم وأحاديثهم دون العودة إلى القرآن نفسه، الله يريد منا أن نعلم تأويل كتابه، لا أن نفسره حسب أهوائنا أو أهواء الآخرين”.
وتابع ” الله جاء بأحسن تفسير في كتابه، ولذلك يسر كتابه للذكر لمن أراد أن يتذكر ويتدبره بعمق وفهم صحيح، إن تدبر القرآن لا يعني استبدال تدبر كتاب الله بتدبر تلك الكتب البشرية التي قد تحتوي على أخطاء وتحريفات، الله يطلب منا أن نعلم تأويل كتابه بأنفسنا، وأن نعود إليه مباشرة لفهم مراده”.
وأكد بندر الحميدي على أن “التدبر الحقيقي للقرآن يتطلب منا الابتعاد عن الروايات الظنية والتفسيرات البشرية التي قد تضللنا، الله يريد منا أن نتدبر كتابه بفهم عميق ومستقل، مستفيدين من كل ما يقدمه لنا من هداية وعلم، الفهم الصحيح للقرآن يستند إلى تدبر نصوصه بأنفسنا، وليس عبر الروايات والكتب التي كتبها البشر”.
وختم الحميدي حواره بالتأكيد على أن العودة إلى القرآن الكريم كمرجع وحيد هي السبيل الوحيد لضمان وحدة الأمة الإسلامية وتوجيهها نحو الطريق الصحيح، يجب علينا الالتزام بتعاليم القرآن ورفض كل ما يتعارض معه من روايات وتفسيرات بشرية، إن القرآن هو النموذج المثالي الذي يجب أن يُرجع إليه كمصدر وحيد للتشريع، ويجب علينا جميعًا الالتزام بتعاليمه ورفض كل ما يتعارض معه لضمان البقاء على الصراط المستقيم الذي رسمه الله لنا.