اشارت دراسة بعنوان “قيمة العدل في فريضة الزكاة” للدكتور صلاح بن عبد الله العيبات أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية الى أ.ن الزكاة تعد في الإسلام هي الواجب الديني الذي يفرض على المسلمين توجيه جزء من ثروتهم إلى الفقراء والمحتاجين والمستضعفين في المجتمع. يُعتبر الزكاة واحدة من أركان الإسلام الخمسة، إلى جانب الشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأداء الصلاة، وصوم رمضان، وحج البيت إذا سُمحت الظروف
وتضمن الزكاة توزيع الثروة بطريقة عادلة داخل المجتمع. من خلال توجيه جزء من الثروة من الأثرياء إلى الفقراء والمحتاجين، تساهم الزكاة في تحقيق التوازن والعدالة الاجتماعية. فهي تخلق فرصًا متساوية لجميع الأفراد في الاستفادة من الثروة والموارد.
فالزكاة تعبر عن قيم المحبة والرحمة في الإسلام. من خلال إعطاء الزكاة، يظهر المسلمون رعاية واهتمامًا بالفقراء والمحتاجين في مجتمعهم. يُظهر ذلك روح التعاون والتضامن والرغبة في مساعدة الآخرين والمساهمة في تحسين حياتهم.
فالزكاة في الإسلام تعبر عن العدالة والمحبة من خلال توجيه الثروة نحو دعم الفقراء والمحتاجين وتحقيق التوازن الاجتماعي وتعزيز القيم الإنسانية الرفيعة.
وهو ما يتفق كليا مع ما كتبه المفكر العربي علي محمد الشرفاء في كتابه «الزكاة صدقة و قرض حسن»، إن مقاصد الخطاب الإلهي في شأن الزكاة، تحمل من الدلالات العظيمة ما يعجز عن إدراكه الكثير ممن تسموا بعلماء وفقهاء. فالزكاة في التشريع الإلهي تحمل بين طياتها سرًا من أسرار هذا الدين القيِّم. حين تكون الزكاة عاملًا هامًا، وأداة محورية في الحفاظ على وحدة الأمة وسلامة مجتمعاتها. وقد سُميَّت الزكاة بهذا الاسم، لأنها تُزكي النفس البشرية وتطهرها. وتجعلها مطواعة للخير، بعيدة عن الشر. وبفعلها يصلح المجتمع ويأتلف. ويغدو متماسكاً، قوياً كالبنيان المرصوص. ومن هنا، جعلت الزكاة ركنًا وفرضًا، حالها حال الصلاة والصيام وحج بيت الله الحرام، مصداقًا لقوله تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” (البقرة: 110).
قالت الدراسة ان توجيه الزكاة إلى الفقراء والمحتاجين يلعب دورًا كبيرًا في نشر المحبة والتلاحم بين أفراد المجتمع في الإسلام. وبحسب الدراسة فعندما يُوجَّه الأفراد جزءًا من ثروتهم إلى الفقراء والمحتاجين عبر الزكاة، يظهرون رعاية واهتمامًا بالأقل حظًا في المجتمع. هذا يعزز روح التعاون والتضامن ويُظهِر المحبة والرحمة في العلاقات الاجتماعية.
كما اشارت الدراسة الي انه عندما يتم توجيه الزكاة إلى الفقراء، يتعين على الأفراد التفكير في حالة الفقراء والمحتاجين واحتياجاتهم. هذا التواصل يساهم في تعزيز الفهم والتعاطف ويقوي الروابط بين أفراد المجتمع.
واضحت الدراسة انه من خلال توجيه الزكاة إلى الفقراء، يساعد المجتمع على تحقيق توازن اجتماعي أكبر. يعني هذا أن الفرص والموارد توزع بشكل أكثر عدالة، مما يقلل من الاختلافات الاقتصادية ويزيد من التلاحم بين أفراد المجتمع.
فيما تري الدراسة ان تعليمات الزكاة في الإسلام تبرز قيمًا مثل السخاء والعدالة والإيثار على الذات. عندما يتبع الأفراد هذه القيم في توجيه الزكاة، يساهمون في نشرها في المجتمع وتعزيزها بين الأفراد.
وتري الدراسة ان الزكاة ليست فقط وسيلة لمساعدة الفقراء بل أيضًا وسيلة لتوحيد المسلمين. تجمع جهود توجيه الزكاة من المسلمين لدعم الفقراء والمحتاجين وتعزز من وحدتهم وتعاونهم في تحقيق الخير.
واختتمت الفصل الأول بالقول ان توجيه الزكاة إلى الفقراء والمحتاجين في الإسلام يساعد في تعزيز المحبة والتلاحم بين أفراد المجتمع من خلال الرعاية والاهتمام والتواصل وتحقيق التوازن الاجتماعي وتعزيز القيم الإسلامية.
وفي الفصل الثاني الذي جاء بعنوان الزكاة تؤدي الي تعزيز العدالة الاقتصادية وتوزيع الثروة بشكل أكثر عدالة في المجتمع اشارت الدراسة الي ان الزكاة تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز العدالة الاقتصادية وتوزيع الثروة بشكل أكثر عدالة في المجتمع عبر الآليات متعددة منها توزيع الثروة من الأغنياء إلى الفقراء فبحسب الدراسة تأتي الزكاة تُفرض على الأموال الزائدة للأفراد الأثرياء وتُوجه إلى الفقراء والمحتاجين. هذا يساهم بشكل كبير في توزيع الثروة والدخل بطريقة أكثر عدالة.
موضحة انه إلى جانب الزكاة، يشجع الإسلام أيضًا على إعطاء الصدقات الطوعية (الصدقة). هذا يعني أن الأفراد يمكنهم تقديم مساهمات إضافية لمساعدة المحتاجين. هذا التضامن والصدق يعززان العدالة الاقتصادية بشكل إضافي.
وقد اشارت الدراسة الي ان بعض أنواع الزكاة يمكن توجيهها إلى دعم الاستثمارات وإنشاء مشاريع تعمل على توفير فرص عمل للفقراء والمحتاجين. هذا يعزز الاقتصاد المحلي ويعمل على توزيع الثروة.
خاصة ان الدراسة تري انه عندما يتلقى الفقراء الزكاة، يستخدمونها لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من الطلب على السلع والخدمات. هذا يشجع على نمو الاقتصاد ويفيد جميع شرائح المجتمع.
وعلي صعيد العدالة الاجتماعية تري الدراسة انه من خلال توزيع الزكاة والصدقات، يشعر الأفراد بالتضامن والمشاركة في دعم الفقراء والمحتاجين. هذا يعزز العلاقات الاجتماعية ويخلق بيئة تعتمد على العدالة والمحبة والتعاون.
كمنا تطالب الدراسة بضرورة استخدام جزء من الزكاة لتمويل مشاريع اجتماعية تعمل على تحسين بنية المجتمع وتوفير فرص تعليمية وصحية وإنسانية. هذا يسهم في تعزيز العدالة وتقديم فرص متساوية للجميع.
واختتمت الدراسة الفصل بالقول ان الزكاة في الإسلام ليست مجرد واجب ديني بل هي أداة قوية لتعزيز العدالة الاقتصادية وتوزيع الثروة بشكل أكثر عدالة في المجتمع، حيث تساهم في تلبية احتياجات الفقراء والمحتاجين وتعزز التضامن والتعاون بين الأفراد.