أشاد المحامي والباحث محمد إسماعيل الزنط بمقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “دعوة للتفكر والتدبر في آيات القرآن”، مشيرًا إلى أن التفكر في القرآن الكريم أمر محمود يجب أن يتبعه المسلمون كافة.
وأشار الزنط إلى أنه “عندما نناقش الأفكار السائدة والمعتمدة على أوهام وخرافات، يجب أن يكون الهدف هو تدمير هذه الأوهام وإظهار الحقيقة.
أضاف أن الذين يتمسكون بهذه الأفكار غالبًا ما يكونون عاجزين عن مواكبة العصر ويعيشون في حالة من الإفلاس الفكري، موضحا أن استخدام لغة بذيئة وأساليب بسيطة في مناقشة الحجج يؤدي إلى تمزيق النسيج الفكري الذي نشأوا عليه“ .
وتابع الزنط: “الجدل العقيم يؤدي إلى اضطرابات وقلق ونقص في المعرفة، ففي القرآن الكريم نجد أمثلة على الجدل العقيم، حيث يطرح البعض أسئلة جدلية دون نية حقيقية للبحث عن الحق، ويتبع هؤلاء الجدل لإثبات العكس وليس للوصول إلى الحقيقة”.
وقال أن القرآن يصف هؤلاء بأنهم يجادلون بغير علم ويتبعون كل شيطان مريد، وهذا يعكس إصرارهم على الباطل رغم وضوح الحق.
وأكد الزنط أن الفهم الصحيح للقرآن يتطلب جمع كل الآيات المتعلقة بموضوع معين ودراستها مجتمعة للوصول إلى المعنى الصحيح، والاعتماد على آية واحدة أو بعض الآيات فقط قد يؤدي إلى فهم خاطئ.
وأشار إلى أن القرآن يدعو إلى العودة إلى الله ورسوله في حالة التنازع، حيث أن الحكم الإلهي هو المعيار النهائي، والرسول، وفقًا للقرآن، لا يحكم من تلقاء نفسه بل يستند إلى كتاب الله.
وفيما يتعلق بأهمية الكلمات، قال الزنط: “يعتبر الفهم الصحيح لكلمتي ‘العلم’ و’الظن’ في القرآن من الأمور الأساسية، فالعلم في القرآن يعني ما أعلمنا الله به من خلال آياته، بينما الظن هو الاستنتاجات العقلية التي لا تستند إلى نص قرآني، هذا الفرق مهم جدًا لفهم العديد من الآيات بشكل صحيح وتجنب الالتباس.
وأضاف: “من الضروري أيضًا إدراك الفرق بين الجدل العقيم والجدل الموضوعي، فالجدل العقيم هو الذي لا يؤدي إلى نتائج معرفية ويعبر عن حالات نفسية معقدة، بينما الجدل الموضوعي يعزز الفهم العميق ويعتمد على تحديد المفاهيم من المصدر المعتمد، وفى النهاية، الجدل الموضوعي يساعد على تطوير طبقة عقلانية تعتمد على المصداقية في الدين والفكر”.
وأكد الزنط أن الفارق بين الجدل العقيم والجدل الموضوعي يكمن في تحديد المفاهيم من المصدر الذي يعتبر حجة على الطرفين، الفكر يواجه بالفكر، وتحديد مفاهيم المصدر الفكري بوضوح شامل لكي لا تكون هناك مغالطات، المغالطة في الجدل العقيم تعتبر خلطًا ولغطًا، وهذا ما يجب تجنبه لتحقيق حوار بناء ومثمر“ .
وأشار الزنط إلى أن موهبة الجدل الموضوعي تعتمد على مصداقية الطرفين، حيث يصرح كل طرف بفكره واعتقاده دون إخفاء شيء، وهذا ما يعزز الحوار المنطقي والتفاهم، أما الأفراد المضطربون دينيًا اليوم، فيميلون إلى الغموض والإسقاط والتقليل لأنهم يعيشون في حالة من الاضطراب الفكري.
وأضاف الزنط أن الجدل يعتبر نوعًا من الجهاد الكبير، سواء كان جدلًا عقيمًا أم موضوعيًا، حيث لكل منهما فوائده. الجدل العقيم يعكس عقلية بسيطة أو انتماء معين، بينما الجدل الموضوعي يزيد من القيمة الفكرية ويصنع طبقة عقلانية تعتمد على المصداقية، التغيير لا يأتي من فراغ، بل يجب أن يكون هناك جهد حقيقي لإزالة الأوهام والخرافات وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.