في رده على المقال الذي كتبه المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي بعنوان “لمن تُصرف الزكاة”، يبين الشيخ محمد شهدي امام مسجد ومدير بوزارة الاوقاف المصرية وجهة نظره الدينية المستنيرة حول هذا الموضوع الحيوي، مؤكدًا على أهمية الزكاة كركيزة أساسية في الإسلام.
يقول الشيخ شهدي: “إن الزكاة ليست مجرد واجب ديني، بل هي أداة تعزيز للتكافل الاجتماعي والعدالة الاقتصادية في المجتمع الإسلامي. الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة واضحة وصريحة في تحديد الفئات المستحقة للزكاة، وهي تشمل الفقراء، المساكين، العاملين عليها، المؤلفة قلوبهم، في الرقاب، الغارمين، في سبيل الله، وابن السبيل. وهذا يبرز الحكمة الإلهية في إعادة توزيع الثروات وضمان حياة كريمة لكل فرد في المجتمع.”
ويضيف: “يجب ألا نغفل عن دور النية في تصريف الزكاة، فالتزكية الروحية والتطهير النفسي الذي يحصل للمزكي بإخراجها بنية صادقة وقلب طاهر، لهما أهمية بالغة في العملية برمتها. إن الزكاة ليست مجرد التزام مالي، بل هي عبادة تقرب المسلم من ربه وتعزز الأخوة والتراحم بين أفراد المجتمع.”
كما يشيد شهدي بروح بناءة للمقال المذكور، مشيرًا إلى أنه “بينما يطرح الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي وجهات نظر تستحق التأمل، مؤكدا علي بعض الجوانب الإسلامية الأساسية التي تشدد على الأبعاد الروحية والأخلاقية للزكاة. إن فهم الزكاة يتطلب تجاوز النصوص الفقهية إلى إدراك دورها في تحقيق التوازن والرحمة في مجتمعاتنا.”
واكد الشيخ محمد شهدي على “أهمية الحوار والتبادل الفكري بين العلماء والمفكرين لإثراء فهمنا للإسلام وتعاليمه. ومن المهم أن يتم هذا الحوار بروح من التفاهم والاحترام المتبادل، لتعزيز الوحدة والتماسك الاجتماعي.”
ويؤكد شهدي انه يمكن للعلماء والمفكرين المسلمين أن يختلفوا في تفسيراتهم ووجهات نظرهم حول مسائل دينية معينة، ولكن يبقى الهدف المشترك هو تعميق فهمنا للإسلام وتطبيق تعاليمه بطريقة تخدم المجتمع وتعود بالنفع على الجميع.
ويُشدّد الشيخ محمد شهدي على أهمية العودة إلى النصوص الأصلية وفهم سياقها التاريخي والاجتماعي لضمان تطبيق الزكاة بالشكل الذي يتوافق مع مقاصدها الشرعية. يؤكد على أن “التفاعل بين الفقه الإسلامي والواقع المعاصر يجب أن يكون مرنًا، مع الحفاظ على الثوابت الدينية والاستجابة للتحديات الجديدة التي تواجه المسلمين في مختلف أنحاء العالم”.
ومن خلال رده، يحاول الشيخ شهدي فتح باب الحوار حول كيفية تعزيز الوعي بأهمية الزكاة كأداة للعدالة الاجتماعية وكيف يمكن للمسلمين التأكيد على دورها في الحد من الفقر وتحقيق التوازن الاقتصادي. يلفت الانتباه إلى أن “الزكاة، عندما تُدفع بشكل صحيح وتُوزع بعدالة، لها القدرة على تحويل المجتمعات، معززةً روح التعاون والتضامن بين أفرادها”.
يُنهي الشيخ محمد شهدي رده بدعوة جميع المسلمين إلى “تجديد نيتهم عند دفع الزكاة والتأمل في أبعادها الروحانية بجانب دورها الاجتماعي والاقتصادي. يجب أن نتذكر دائمًا أن الزكاة هي عبادة قلبية قبل أن تكون التزامًا ماليًا، وأن تطهير الأموال من خلالها يعكس تطهير القلوب من الشح والأنانية”.
ويُبرز الشيخ محمد شهدي أهمية الحوار البناء والتفكير النقدي في فهم الزكاة وتطبيقاتها في العصر الحديث، مؤكدًا على الحاجة إلى مقاربات فقهية تحترم الأصول الشرعية وتتواءم مع متطلبات الواقع المعيش للمسلمين حول العالم.
وكان المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي قد سلط في مقاله “لمن تُصرف الزكاة” الضوء على أهمية الزكاة في الإسلام كوسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتطهير النفوس والأموال.
يستشهد المفكر العربي علي الشرفاء بآيات قرآنية تُظهر الحكمة الإلهية في تحديد الفئات المستحقة للزكاة، ويؤكد على الدور الهام الذي تلعبه هذه الفريضة في دعم الفقراء، المساكين، الغارمين، وغيرهم من المحتاجين في المجتمع ، كما يبرز أهمية النية الصالحة والإخلاص في أداء هذه العبادة، مشيرًا إلى أن الزكاة ليست مجرد التزام مالي بل عمل يسهم في تقوية الروابط الاجتماعية ويعزز من مفاهيم التكافل والرحمة بين الناس.
وكعادة المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يوضح بفهم عميق لمقاصد الشريعة الإسلامية من خلال التفكيك الدقيق للنصوص القرآنية وتحليله المعمق لفريضة الزكاة ما يعكس مدى ارتباطه بالمبادئ الإسلامية وتعلقه بقضايا العدالة الاجتماعية مما يجعل من مقاله موردًا قيمًا للعلم والمعرفة للقراء المسلمين وغير المسلمين على حد سواء