ردا على مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “القرآن في مواجهة التحديات الفكرية للأمة الإسلامية” قال الباحث والمدون التونسي عبد القادر قادري “يُعتبر مقال الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، ‘القرآن في مواجهة التحديات الفكرية للأمة الإسلامية’، وثيقة فكرية ذات أهمية بالغة تلقي الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه القرآن الكريم في توجيه وتعزيز الأمة الإسلامية نحو مستقبل مستنير ومتوازن. يُشيد الحمادي بقدرة القرآن على تقديم حلول عادلة ورحيمة لمشاكل الأمة، مؤكدًا على ضرورة الرجوع إليه كمصدر أساسي للتشريعات والتوجيهات الإلهية.
وأضاف قادري ان المفكر العربي علي الشرفاء يبرز كيف أن القرآن الكريم، بوصفه خاتمة الرسالات السماوية، قدم نظاماً شاملاً يُعالج القضايا الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية بمنتهى العدالة والإنصاف. يُعتبر هذا المقال دعوة مُلحة للمسلمين لتجديد النظر في كيفية تطبيق تعاليم القرآن في حياتهم اليومية وتحديداً في التعامل مع التحديات الفكرية والاجتماعية المعاصرة.
واشار الي ان ما يُعجبه بشكل خاص في مقال الحمادي هو تأكيده على أن الإسلام، بوصفه دين الرحمة والعدالة، يجب أن يُفهم ويُطبق في سياقه الأصيل الذي يشجع على التعايش والتفاهم والسلام بين الناس. إن دعوته إلى تدبر القرآن واستنباط الأحكام منه مباشرة تُمثل جوهر الإصلاح الذي ينشده كل مسلم معاصر يسعى للعيش طبقًا لمبادئ دينه بصورة صحيحة.
واضاف الباحث المتخصص في الشؤون الإسلامية والفكر المعاصر عبد القادر قادري ان تبني هذه الرؤى التي تعزز من مكانة القرآن الكريم كمنارة هداية للإنسانية جمعاء، وإعادة النظر في كيفية تفسيرنا وتطبيقنا للدين في إطار يحترم الأصول ويعزز الفهم العميق للنصوص.
مضيفا إن المرحلة التي نمر بها تتطلب منا جميعًا، علماء ومفكرين وأفرادًا، أن نتحمل مسؤوليتنا في نشر تعاليم الإسلام السمحة بطريقة تحافظ على جوهر هذا الدين وتحترم تعدد الأفهام والثقافات داخل الأمة الإسلامية. القرآن الكريم ليس مجرد كتاب عقائدي، بل هو خارطة طريق لحياة كريمة ومجتمع متوازن يسوده العدل والمساواة.
واكد قادري ان الحلول لمشكلاتنا المعاصرة موجودة في نصوصنا الدينية، طالما أننا نتبع منهجًا صحيحًا في فهم هذه النصوص وتطبيقها. يجب علينا الاستفادة من القرآن الكريم كمصدر إلهام للتجديد الفكري والروحي الذي يمكنه أن يجمع شمل الأمة ويعيد إلى الإسلام روحه الأصلية التي تجلت في عصر النبوة.
وفي ذات السياق قال قادري “ومن هذا المنطلق، يتضح أن الدور الذي يمكن أن يلعبه القرآن الكريم في مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية الراهنة هو دور جوهري ومحوري. ليس فقط كمرجع ديني، بل كأساس لبناء استراتيجيات تنموية وثقافية تعزز من قدرات الأمة على التعامل مع متغيرات العصر. القرآن لا يوجهنا نحو الانغلاق، بل يدعونا إلى التفاعل الإيجابي مع العالم، مع التمسك بالقيم الأساسية التي تجعل من الإسلام ديناً شاملاً ومتكاملاً”.
وأضاف المدون التونسي انه من خلال توظيف التعاليم القرآنية نستطيع تحقيق التوازن بين التراث والحداثة، مما يمكن الأمة الإسلامية من تعزيز مكانتها العالمية كمصدر للفكر الإنساني المتقدم والمنصف. القرآن الكريم، بتعاليمه العميقة والشاملة، يقدم لنا الأدوات لنعيد تشكيل مجتمعاتنا وفقاً لمبادئ العدالة والمساواة، مكافحين بذلك الظلم والتطرف الذي يمكن أن يعيق تقدمنا.
وفي ختام حديثه قال “أقف مع الأستاذ الحمادي في دعوته لتفعيل دور القرآن الكريم في حياتنا وأرجو أن يصل صدى هذه الدعوة إلى كل مسلم يبحث عن النور في زمن تكثر فيه التحديات والصعوبات”.
وأضاف “لا يسعني إلا أن أشيد بعمق الرؤية الذي قدمه الحمادي في مقاله، مؤكدًا على أهميته في إثراء النقاش الفكري الإسلامي ومساعدة الأمة على مواجهة تحدياتها بكل ثقة وإيمان بالله ورسوله وكتابه الكريم.”
ش