قال عادل عبد الكريم الباحث اليمني انه في ضوء المقال القيّم الذي قدمه المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي بعنوان {اسباب تفرق المسلمين}، أود أن أعبر عن إعجابي الشديد وتقديري للنقاط الهامة التي تم طرحها والتي تؤكد على مبدأ حرية الاعتقاد والعدالة في الإسلام، مستندًا إلى الآيات القرآنية الكريمة التي تضع أسسًا لتعامل الإنسان مع إيمانه واختياراته الدينية.
وأشار عبد الكريم الى أن تأكيد القرآن الكريم على حرية الاعتقاد وعدم الإكراه في الدين يسلط الضوء على الجانب الإنساني في تشريعات الإسلام، ويُظهر هذا النهج فهمًا عميقًا لطبيعة الإيمان، مؤكدًا أن الإيمان الحقيقي يأتي من القناعة والاختيار الشخصي، وليس نتيجة للإكراه أو الضغط.
من خلال الإشارة إلى آية “وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ”، أوضح عبد الكريم أن المقال يُعيدنا إلى الأساس الذي بُنيت عليه العلاقة بين العبد وخالقه؛ علاقة مبنية على الاختيار والمسؤولية. هذا النهج يدعم بشكل كبير مفهوم العدالة الإلهية التي تُعطي كل إنسان حقه في اختيار مساره الروحي دون إكراه، مع تحمل تبعات اختياراته.
وأضاف عبد الكريم إن الإسلام، كما يوضح المقال، لم يأتِ ليفرض نفسه بالقوة بل جاء ليقدم مفهومًا راقيًا للحياة يستند إلى العدل والحرية والكرامة الإنسانية. وهذا ما يجب أن يُدركه المسلم في علاقته بالآخر، سواء كان هذا الآخر مؤمنًا بالإسلام أو يدين بديانة أخرى.
وفي ذات الساق قال عبد الكريم “انا كمدير لصفحة ساحة القرآن، أجد في هذا المقال مصدر إلهام وتذكير بالمبادئ الأساسية التي يجب أن تحكم تفاعلاتنا الاجتماعية والدينية.
أضاف إن دعوة المقال للعودة إلى الأسس القرآنية في تعاملاتنا تمثل بوصلة هداية لكل باحث عن الحقيقة والعدالة في عالم يزداد تعقيدًا فى موضوع حرية الاعتقاد والعدالة في الإسلام، كما تم تسليط الضوء عليه في المقال الهام للمفكر علي الشرفاء، يقدم لنا ليس فقط فهمًا عميقًا لجوهر الرسالة الإسلامية، بل يدعونا أيضًا لإعادة التفكير في كيفية تطبيق هذه المبادئ في عصرنا الحالي، عصر يتسم بالتحديات الكبيرة والتعقيدات الاجتماعية والدينية.
وأشار عبد الكريم الى أن العدالة في الإسلام لا تقتصر فقط على المساواة أمام القانون أو توزيع الموارد بشكل عادل، بل تتعدى ذلك لتشمل العدالة في الفرص والحق في حرية الفكر والمعتقد، لافتا الى إن التأكيد على حرية الاعتقاد يعكس احترام الإسلام للعقل البشري وقدرته على التمييز والاختيار، وهو ما يجب أن يكون حجر الزاوية في تفاعلاتنا الاجتماعية والدينية اليوم، موضحا انه في عالم يشهد تصاعدًا في التوترات الدينية والثقافية، يبرز الحاجة الماسة للعودة إلى هذه المبادئ الأساسية للحوار والتفاهم المتبادل، ويجب أن يستلهم المسلمون من هذه التعاليم في كيفية تقديم صورة الإسلام كدين يدعو إلى السلام والتفاهم بين الشعوب، وكيفية التعايش مع الآخر بناءً على احترام الاختلافات والتنوع.
وأكد الباحث عبد الكريم انه يقع على عاتق المؤسسات الدينية والعلماء المسلمين مسؤولية كبيرة في توضيح هذه المبادئ والعمل على تجسيدها في واقع الأمة الإسلامية اليوم، وينبغي عليهم التأكيد على ضرورة العودة إلى القرآن والسنة بفهم متجدد يتناسب مع تحديات العصر، مع التركيز على روح النصوص ومقاصدها العامة التي تؤكد على الرحمة والعدالة والسلام.
واختتم حواره، إن المقال يمثل دعوة ملحة للتأمل في جوهر تعاليم الإسلام وأهميتها في بناء مجتمعات تسودها قيم العدالة والحرية والسلام، وأرى في هذا النقاش فرصة ذهبية لتجديد الفهم الديني وتعزيز الوعي بأهمية التمسك بالقيم الإسلامية الأصيلة التي تحترم الإنسان وتعلي من شأن العقل والروح معًا. إن الوقت قد حان لأن نكون جسورًا للتفاهم والسلام، مستلهمين من تعاليم ديننا الحنيف، وأشكر المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي على هذا الإسهام القيّم وأدعو الجميع للتأمل في رسائله، آملاً أن يكون في ذلك خيرا للإنسانية جمعاء.